ومن أعنف الاضطهادات اضطهاد الإمبراطور "نيرون" (54 – 68م) للمسيحيين حيث كان يريد أن ينسب لهم تهمة حريق روما فصب غضبه عليهم وعذبهم وسخر منهم. ويتحدث المؤرخون عن اضطهاد نيرون للمسيحيين فيقول "تاكيتوس" في حولياته عن الإمبراطور نيرون إنه هو الذي أضرم النيران في المدينة وذلك لسمعته الرديئة الفظيعة كقاتل لأخيه غير الشقيق وأمه وزوجته، ويقولون إنه ارتدى ملابس عازف قيثارة وغنى أغنية "تدمير طروادة" على أطلال روما المحترقة. وقال عنه "ترتلليانوس" لقد كان اضطهاد نيرون للمسيحية مجرد أمر طارئ أراد به الإمبراطور أن يبعد عن نفسه شبهة حريق روما فألقى التهمة على المسيحيين الذين عاشوا في تلك الفترة (القرن الأول الميلادي).
كان الإمبراطور "ديقيوس" أول من أصدر قرارًا عامًا باضطهاد المسيحيين عام 250م كما يذكر "تاريخ الكنيسة" الذي يتحدث عن محنة المسيحيين التي بدأت في هذا العام. وكان الأمر الذي أصدره الإمبراطور "ديقيوس" الذي جرى على يد الوالي "إميليانوس" يقضي بأن يطلب من كل فرد من الأهالي أن يعلن تمسكه بعقيدته في آلهته القديمة عن طريق العبادة والتضحية لها، وأن يتم ذلك أمام الموظفين المسئولين، وعلى كل فرد أن يحصل على شهادة من هؤلاء الموظفين باستيفاء هذا الاختبار، ومن يرفض القيام به يكن جزاؤه الموت. وقد عثر على نماذج من هذه الشهادات على بعض البرديات التي ترجع إلى عام 249-251م. وكان يطلق على هذه الشهادات الاسم اللاتيني (libelli).