اتخاذ القسطنطينية عاصمة للإمبراطورية (عام 330م)
أعلن "قسطنطين" مدينته الجديدة -التي أنشأها على البوسفور وأطلق عليها اسم روما الجديدة- عاصمة للإمبراطورية، وكان قد اختار أطلال مدينة "بيزنطة" القديمة لتكون نواة لمدينته الجديدة التي عقد عزمه على جعلها من الضخامة والعظمة بحيث يكشف نورها كل المدن التي اشتهرت من قبلها؛ فحشد لها الإمكانيات والطاقات الفنية مبتدئًا بذلك العصر الجديد الذي عرف في التاريخ باسم العصر البيزنطي والذي يتألف من مزيج من حياة، وتقاليد، وعلوم، ومعارف، وصنائع، وتراث مصر والإغريق والشرق بصفة عامة مع الرومان واللاتين. وقد أراد قسطنطين أن يزين مدينته الجديدة بأروع الآثار المصرية فنقل مسلتها واستحضر الإمبراطور أيضًا من الإسكندرية خمسين نسخة من الإنجيل مكتوبة على الرق لاستعمال كنائس القسطنطينية.
وفاة الإمبراطور قسطنطين
توفي "قسطنطين" في عام 337م بعد أن احتفل بمرور ثلاثين عامًا على حكمه وقد اعتبرته الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية أعظم الأباطرة على الإطلاق، بل واعتبروه أيضًا قديسًا.
وكان لقسطنطين ثلاثة أبناء وهم "قسطنطين الثاني" و"قسطنطيوس" و"قسطانز"، فحمل كل منهم لقب "أغسطس" باعتباره إمبراطورًا، وتولى الأول حكم بريطانيا وإسبانيا والغال وتولى الثاني "قسطنطيوس" حكم الشرق بينما اختص "قسطانز" بإيطاليا وإقليم بانونيا وجزء من إفريقيا.