الفئة:
قطع ذات استخدام ديني أو طقسي، أيقونات
موقع الاكتشاف:
مصر العليا، القاهرة، مصر القديمة (كنيسة الأنبا شنودة )
الطول:
70 سم؛
العرض:
56 سم
الوصف
أيقونة تُصوِّر السيد المسيح جالساً على عرش المجد وحوله الرموز التي تشير إلى الأناجيل الأربعة؛ وجه الإنسان الذي يشير إلى إنجيل "متَّى"، ووجه الأسد الذي يشير إلى إنجيل "مرقس"، ووجه الثور يشير الذي إلى إنجيل "لوقا"، ووجه النسر الذي يشير إلى إنجيل "يوحنا". ويمسك السيد المسيح كتابًا مفتوحًا. كتب الرسَّام بالمداد الأحمر أعلى رأس السيد المسيح عبارة "عوَّض يا رب من له تعب". رُسمت الأيقونة بيد الفنانين إبراهيم الناسخ ويوحنا الأرمني ، ويعود تاريخها للقرن الثامن عشر الميلادي.
الأيقونات
إن أصل كلمة أيقونة في اليونانية القديمة كلمة "إيكون" єikών وهي تعني "الصورة المرسومة"، لكن يحدد هذا الاسم عن غيره من الرسومات الجداريَّة في أن الأيقونة لابد أن تُرسم على لوحات خشبية ولابد أن تكون عبارة عن بورتريه شخصي أو موضوع بشري. وقد اختلفت التقنية المتبعة في صناعة الأيقونات، فأصبحت تُرسم على قماش مشدود على خشب، ولكن بصفة عامة طُبعت الأيقونات على قطع خشبية مسطحة مغطاة بطبقة من الجص التصويري ورُسمت الأيقونات الأوليَّة بتثبيت ألوان الرسوم بالشمع الساخن (طريقة الإنكوستيك) أو مزج الألوان بالبيض (طريقة التمبرا).
المعنى والهدف من الأيقونة
الأيقونة بمعناها الديني رسالة تقوم بدور تعليمي له فاعلية في حياة الكنيسة التعبدية، فالأيقونات كتاب مقدس مفتوح مسجل بلغة الألوان البسيطة، وهي نموذج تصويري لشخص مات وانتقل بأعماله الخيِّرة الإيمانية إلى العالم الآخر ثم صار قدوة. وظهر للأيقونات أداء طقسي ديني ليس على مستوى الرهبان فقط، بل وصلت إلى درجة كبيرة من التبجيل والتضرع الشعبي.
موضوعات الأيقونات
كانت الأيقونات في الفن القبطي تمثل عملاً جليلاً له مكانته لما تمثله من طريقة لفهم العقيدة المسيحية، فقد تنوعت موضوعات الأيقونات مثل التي تصوِّر ميلاد السيد المسيح، وأيقونات
العماد، وأيقونات
دخول السيد المسيح أورشليم، وأيقونات
العشاء الأخير، وأيقونات الصَلْب، وأيقونات
الصعود، وانتصار السيد المسيح، وأيضاً توجد أيقونات لشخصية العذراء مريم (ثيوتوكوس) وهي تحمل السيد المسيح الطفل، ويوجد أيضاً الكثير من الأيقونات الأخرى التي تمثل شخصيات مختلفة من الملائكة والقديسين، مثل أيقونات الملاك ميخائيل رئيس الملائكة، وأيقونات القديس
مارجرجس، وغيرها من صور القديسين من مختلف العصور.
وتنقل لغة الأيقونات - بواسطة الرمز والأشكال - الموضوعات المقدسة الخاصة بالكنيسة ويساعد محتوى الأيقونة على فهم موضوع معين. وتوضح الأيقونات القبطية الإبداع الفني على المستوى الرمزي.
تطور موضوعات وفن الأيقونة
يرجع تاريخ صناعة الأيقونات إلى القرون الثلاثة الأولى للميلاد، ولقد استخدمت الأيقونات المسيحية المصرية في بادئ الأمر عناصر مستمدة من الديانة المصرية القديمة وخليطًا من نماذج إغريقية مصرية تصوِّر الحقائق المسيحية. ويمكن تقسيم تاريخ الأيقونات إلى ثلاث مراحل ورغم تداخلها إلا أنها تعطي فكرة عن تطوُّر الفن الخاص بالأيقونة.
1- مرحلة الرموز
استُخدمت الرموز على نطاق واسع في القرن الرابع الميلادي مثل السيد المسيح في شكل الراعي الصالح، أو الحرفين الأولين من اسم السيد المسيح باليونانية “XP” على شكل الصليب، أو غير ذلك من الرموز، مثل السمكة والتي كانت تنطق باليونانية ΙΧΘΥΣ (إيخثيس) وهي اختصار لجملة "Ἰησοῦς Χριστóς Θεοῦ͑ Υἱός Σωτήρ" (إيسوس خريستوس، ثيوس إيوس، سوتير). وترجمتها بالعربية "يسوع المسيح ابن الله المُخَلِّص".
2- مرحلة أيقونات الكتاب المقدس
استخدمت الكنيسة الأولى أيقونات تُصوِّر موضوعات من الكتاب المقدس بقصد التعليم وأصبحت الأيقونات لغة عامة يستطيع كل إنسان أن يقرأها.
3- مرحلة الأيقونات الأخروية
اعتنق بعض الفلاسفة المسيحية وانشغلوا
بالمجيء الأخير مما دفع المؤمنين المصريين لممارسة الحياة الرهبانية أو الحياة الملائكية مترقبين المجيء الثاني للسيد المسيح، وجاءت الأيقونات في ذلك الحين تحمل اتجاهًا أخرويًّا قويًّا، وظهرت العديد من الأيقونات مثل:
- أيقونات السيد المسيح جالساً على عرشه في السموات.
- أيقونات الشهداء والقديسين مكللين بالمجد.
- أيقونات الملائكة.
وشهد فن الأيقونة تطورًا كبيرًا في الفترة ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، وازداد ارتباطها بالطقوس الدينية، كما ظهرت مجموعة من الرسامين على قدر كبير من الثقة الدينية والفنية مثل "إبراهيم الناسخ" و"يوحنا الأرمني القدسي"، وظهرت لهم مدرسة فنية تتلمذ فيها مجموعة كبيرة من الرسامين والتزموا بأسلوبهم الفني، كما حملت الأيقونات توقيعات وكتابات باللغتين القبطية والعربية، وهي مجموعة من الأيقونات لاتزال محفوظة في الكنائس القبطية.
سمات فن الأيقونة القبطية
تتميز ملامح الفن القبطي وبخاصةٍ رسوم الأيقونة بأن الوجوه كانت كبيرة ومستديرة بشكل مبالغ فيه وكانت تُحاط بهالة ذهبية، أما العيون فتُصوَّر مستديرة ومحددة بإطار. وقد حدث تحوير في تصوير معالم الجسم وملامح الوجوه التي كانت نسبها أكبر من الجسد. ولم تكن هناك محاولات للتجسيم وإبراز البعد الثالث للرسوم. وبصفة عامة تتميز ملامح الشخصيات المُصوَّرة على الأيقونات القبطية بالبساطة والوداعة والتقوى.
أماكن وضع الأيقونات
توضع الأيقونات - بصفة عامة - في الكنائس القبطية أعلى الحائط الخشبي الذي يفصل بين القدس (الهيكل) وباقي الكنيسة، أو تعلَّق عليه. وتلعب الأيقونات دورًا مهمًّا أثناء الخدمة الدينية وخاصةً أثناء الأعياد والاحتفالات.
هذه المعلومات يمكن تعديلها/تحديثها نتيجة للبحث المستمر.
المراجع
- Zahi Hawass, ed., Bibliotheca Alexandrina: The Archaeology Museum (Cairo: The Supreme Council of Antiquities, 2002): 122, 124.
- H. Hondelink, ed., Coptic Art and Culture, preface by Gawdat Gabra (Cairo: Shouhdy Publishing House, 1990).
- Linda Langen and Hans Hondelink, “Icons”, in The Coptic Encyclopedia, edited by Aziz Suryal Atiya, vol. 4 (New York, NY: Macmillan, 1991).
- Mona Serry, ed., Bibliotheca Alexandrina: Antiquities Museum, introduction by Ismail Serageldin (Alexandria: Bibliotheca Alexandrina. Antiquities Museum, 2015): 174-175, 327.
- حكمت محمد بركات، جماليات الفنون القبطية (القاهرة: عالم الكتب، 1999).
- عزت زكي حامد قادوس، ومحمد عبد الفتاح السيد، الآثار والفنون القبطية (الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2000).