المنطق والأخلاق: المفهوم الأبدي ﻠ Logos في الفلسفة اليونانية القديمة
الأستاذة الدكتورة ثيودورا فوتي، باحثة ما بعد الدكتوراه في فلسفة اللغة والعقل، قسم الفلسفة، جامعة يوانينا، اليونان.
08 أكتوبر 2025
04:00 م
مكتبة الإسكندرية، المدخل الرئيسي، قاعة الأوديتوريوم
ينظم متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان «المنطق والأخلاق: المفهوم الأبدي ﻠ Logos في الفلسفة اليونانية القديمة»، يوم الأربعاء، الموافق 8 أكتوبر 2025، من الساعة 4.00 إلى 6.00 مساءً؛ بمكتبة الإسكندرية، المدخل الرئيسي، قاعة الأوديتوريوم. تلقي المحاضرة الأستاذة الدكتورة ثيودورا فوتي، باحثة ما بعد الدكتوراه في فلسفة اللغة والعقل، قسم الفلسفة، جامعة يوانينا، اليونان.
ستُسلّط المحاضرة الضوء على المعنى والوظيفة والأهمية الفلسفية للمصطلح اليوناني Logos (“λόγος”) ، بما في ذلك «الكلمة» و«الكلام» و«السبب» و«المبدأ». تبدأ أهميتها الفلسفية مع الفيلسوف هرقليطس Heraclitus، من زمن ما قبل سقراط، الذي استخدم مصطلح Logos لوصف البنية العقلانية التي يقوم عليها الكون المتغير باستمرار. بالنسبة إلى هرقليطس، فإن Logos هو المبدأ الموحد وراء الأضداد، مثل النهار والليل، أو الحياة والموت. وقد ذكر أنه على الرغم من أن مفهوم Logos الشائع، فمعظم الناس يعيشون كأن لديهم فهمهم الخاص، مع تأكيد عالمية هذا النظام العقلاني.
في الفلسفة اليونانية اللاحقة، وخاصة في الرِّواقيّة Stoicism، أصبح Logos مبدأ عقلاني إلهي يتخلل الطبيعة بأكملها. اعتقد الرواقيون أن العيش وفقًا للطبيعة ("kata physin") هو العيش وفقًا Logos، مما يوائم العقل البشري مع بنية الكون. حتى في أعمال أرسطو الأخلاقية والمنطقية، في حين أن Logos ليس قوة كونية، إلا أنه مركزي للطبيعة البشرية باعتباره القدرة على التفكير العقلاني والمداولة الأخلاقية.
في الفكر القائم على Logos تكون اللغة هي الوسيلة التي يتم من خلالها التعبير عن النظام الإلهي أو الحقيقة. في اللغويات المعاصرة، يكون تأثير Logos ذو توجه أفلاطوني Palto فحسب. بشكل أكثر تحديدًا، في النظرية اللغوية ﻠتشومسكي Chomsky، تركز اللغة على كيفية إخراج البشر لأفكارهم الداخلية، مما يتيح التواصل والتفكير المجرد. وفي كلا الرأيين، القديم والحديث، لم تعد اللغة مجرد تواصل، بل هي مرآة لأبنية أعمق، مِيتَافِيزِيقِية أو عصبية.
بينما لا يشير تشومسكي مباشرة إلى ﻠ Logos، فإن فكرته عن بنية لغوية فطرية وعالمية تتردد صداها مع الأفكار القديمة لمبدأ عقلاني (Logos) يحكم اللغة والفكر. يستكشف كلاهما كيف يكشف الكلام عن شيء أعمق وعالمي، سواء يكون النظام الإلهي أو البُنية الإدراكية. يؤطر Logos هذه البنية من حيث الوضوح العقلاني. إن العملية المستمرة لدراسة هذه المفاهيم عبر الزمن لا تكشف فقط عن ثراء الفكر القديم، ولكن أيضًا عن سعي بشري أبدي مشترك فلسفيًا لتحقيق الانسجام بين الذات والمجتمع والكون.