المكتبات في مصر القديمة
الدكتور زين عبد الهادي؛ أستاذ المكتبات بكلية الآداب، جامعة حلوان، ومدير مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، ورئيس تحرير مجلة «عالم الكتاب».
17 سبتمبر 2023
01:00 م
متحف الآثار، قاعة الحياة في العالم الآخر
يُنظِّم متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعان لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، محاضرة بعنوان «المكتبات في مصر القديمة»، يوم الأحد، 17 سبتمبر 2023، الساعة 1.00 ظهرًا؛ بمكتبة الإسكندرية، متحف الآثار، قاعة الحياة في العالم الآخر. يُلقي المحاضرة الأستاذ الدكتور زين عبد الهادي؛ أستاذ المكتبات بكلية الآداب، جامعة حلوان، ومدير مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، ورئيس تحرير مجلة «عالم الكتاب».
في بادئ الأمر، تطرح المحاضرة تساؤلًا: هل اكتُشفت مكتبات ترجع إلى الحضارة المصرية القديمة؟ على الرغم من أن الهيروغليفية أو النقوش المقدسة لمصر القديمة تعود إلى ما يقرب من 3400 قبل الميلاد –وإن وجدت أبحاث ودراسات حديثة تعود بالهيروغليفية إلى ما قبل ذلك– إلا أن المصريين عرفوا المكتبات والكتب بأشكالها القديمة. وعلى الرغم من أن الاكتشافات الأثرية كشفت عن وجود عدد قليل جدًا من المكتبات في الحضارة المصرية، إلا أن المصريين عرفوا المكتبات والكتب بأشكال مختلفة. وتشير عديد من المراجع والمصادر اللاحقة إلى وجود مكتبات في أجزاء مختلفة من مصر، تعود إلى عصور فرعونية مختلفة؛ بما في ذلك مكتبة عُثر عليها في تل العمارنة، وهي مدينة قديمة بالقرب من الضفة الشرقية لنهر النيل، جنوب القاهرة، وتبعد نحو 190 ميلاً. وبناها الملك أمنحتب الرابع نحو عام 1396 ق.م. وأصبحت عاصمة لدولتها، وعُثر في أحد دورها على ألواح طينية ولفائف بردية مكتوبة بالخط المسماري؛ مما يوحي بأنها كانت مكتبة أو دارًا للسجلات والوثائق. بالإضافة إلى ذلك، عُثر على بقايا أثرية لمكتبة في مدينة طيبة عاصمة الصعيد منذ الأسرة الحادية عشرة، والتي تحتوي أكبر مجمع أثري في العالم، إذ تشير الآثار الموجودة فيها إلى وجود وثائق وسجلات من مصر، ويعود تاريخ مخطوطات البردي فيها إلى نحو 1200 قبل الميلاد.
وتبين دراسة عن تاريخ المكتبات في الحضارة الفرعونية أن إنشاء المكتبات الخاصة بالملوك والوزراء والكهنة سبق وجود المكتبات التابعة للمعابد. كذلك عُثر على مكتبة فرعونية، كانت مكتبة اثنين من أمناء المكتبات، ينتميان إلى طبقة الكهنة، وأظهر البحث أنهما أب وابنة؛ مما يدل على أن مهنة أمناء المكتبات كانت في تلك الحقبة إحدى المهن المتوارثة بين طبقة رجال الدين. وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن الأشخاص الذين تولوا مسئوليات إدارة المكتبة كانوا ينتمون إلى الطبقة الكهنوتية، وإن كان يمكن التمييز بوجود مسميات عديدة تحمل معنى طبقي بناء على قيمة وأقدمية العاملين بالمكتبة. وعلى الرغم من كل ذلك، تشير الأحافير والدراسات إلى تنوع المكتبات في الحضارة المصرية القديمة؛ سواء مكتبات خاصة بالملوك والقادة أو مكتبات الأسر أو مكتبات المدارس أو مكتبات المعابد، كما يوجد تسميات عديدة للعاملين فيها، وتوجد أدلة كثيرة على قدراتهم المتقدمة في تصنيف اللفائف وفهرستها وفقًا لأساليب هذه العصور، وتقف مكتبة الإسكندرية القديمة شاهدًا على ذلك.