الفلسفة في مصر القديمة
الأستاذ الدكتور مصطفى حسن النشار؛ أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، جامعة القاهرة
15 أكتوبر 2023
01:00 م
المبنى الرئيسي، قاعة شراع الدور الثالث (F3)
يُنظِّم متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعان لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، محاضرة بعنوان «الفلسفة في مصر القديمة»، يوم الأحد، 15 أكتوبر 2023، الساعة 1.00 ظهرًا؛ بمكتبة الإسكندرية، المبنى الرئيسي، قاعة شراع الدور الثالث (F3). يُلقي المحاضرة الأستاذ الدكتور مصطفى حسن النشار؛ أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، جامعة القاهرة.
تجيب المحاضرة عن أسئلة عديدة: ما معنى الفلسفة؟ ومتى نشأت؟ وأين؟ وهل للمصريين القدماء دور في ذلك؟ وأسئلة كثيرة غيرها. ومع أن الباحثين أجابوا عن هذه الأسئلة في الأبحاث والمؤلفات العلمية، إلا أنها لا تزال تلح على العقول وتختلف الإجابة عليها بين القائلين بريادة مصر والقائلين بالمعجزة اليونانية الغربية حتى الآن. والحقيقة البديهية الواضحة أمام العيان أنه لا يمكن أن يكون الإنسان قد عاش تلك القرون السابقة لظهور الفلسفة باليونان في خلال القرن السادس قبل الميلاد دون أن يتفلسف، أي دون أن يفكر بطريقة عقلية في قضايا الوجود والحياة التي يعيشها، ودون أن يتساءل عن أصل وجوده وأصل هذا العالم الذي يترعرع فيه!
الفلسفة مثلها مثل كل مظاهر الحضارة الإنسانية الأخرى؛ اختراع مصري أصيل. ولدينا أدلة لغوية واصطلاحية على ذلك من رؤى مفكري مصر القديمة. فلهم تفسيراتهم لأصل الوجود والعالم التي تتراوح بين المادية المطلقة كما في التفسير الأشموني، والمثالية التي تشهد بقدرة الله الخالق على الخلق من عدمه كما في النص المنفي. ولديهم أيضًا نظرية واضحة في التمييز بين النفس (الروح) والجسم، وإيمان صارم بأن للنفس، وربما الجسم، حياة أخرى يلقى فيها الإنسان الثواب والعقاب على أفعاله الدنيوية. وكذلك لديهم رؤى واضحة تكاد تتفوق على النظريات الحديثة في مجال حقوق الإنسان بصورها المختلفة؛ مثل حق الحياة، والملكية، والتعليم، وحرية العقيدة، ومجال حقوق المرأة بوجه خاص، وغيرها.
وكذلك لدينا نصوص فلسفية جديرة بالدراسة والتأمل في مجالات التفلسف المختلفة، مثل كتابات بتاح حتب التي أسست فلسفة الأخلاق والأخلاق التطبيقية بحق، وكتابات إيبوير وبردياته الجريئة ذات النزعة النقدية في مجال الفكر السياسي، وكتابات نفرروهو في مجال النقد السياسي والتنبؤ بصورة المستقبل، وكتابات وقصائد إخناتون التي امتلأت بالروح التوحيدية الإيمانية وأسست صورة جديدة من المجتمع السياسي المدني؛ بما فيه من نظم متطورة في العبادة ونسق جديدة للغة والفنون.